الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **
14398- عن ابن إسحاق قال: عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، يُكنى: أبا حفص، وأمه خنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وأم خنثمة الشفاء بنت [عبد] قيس بن عدي بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي. رواه الطبراني وهو صحيح عن ابن إسحاق. 14399- عن ابن شهاب قال: قال عمر بن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة: من أول من كتب من عبد الله أمير المؤمنين؟ فقال: أخبرتني الشفاء بنت عبد الله - وكانت من المهاجرات الأول - أن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما المدينة فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا: يا ابن العاص استأذن لنا على أمير المؤمنين فقال: أنتما والله أصبتما اسمه فهو الأمير ونحن المؤمنون. فدخل عمرو على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال عمر: ما هذا؟ فقال: أنت الأمير ونحن المؤمنون. فجرى الكتاب من يومئذ. رواه الطبراني ورجال رجال الصحيح. 14400- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: ركب عمر بن الخطاب فرساً فركضه فانكشف فخذه، فرأى أهل نجران على فخذه شامة سوداء قالوا: هذا الذي نجد في كتابنا أنه يخرجنا من أرضنا. رواه الطبراني وإسناده حسن. 14401- وعن زر قال: كنت بالمدينة فإذا رجل آدم أعسر أيسر ضخم إذا أشرف على الناس كأنه على دابة فإذا هو عمر. رواه الطبراني وإسناده حسن. 14402- عن عبد الله بن هلال قال: رأيت عمر رجلاً ضخماً كأنه من رجال [بني] سدوس. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 14403- عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر أصلع شديد الصلع. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وقد تقدم في الخضاب بعض صفاته وصفات غيره. 14404- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام". فجعل الله دعوة رسوله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب فبنى عليه الإسلام وهدم به الأوثان. رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه باختصار وقال: "أيد الإسلام". ورجال الكبير رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق. 14405- وعن أبي بكر الصديق قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم اشدد الإسلام بعمر بن الخطاب". رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك. 14406- وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية الخميس فقال: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام". فأصبح عمر يوم الجمعة فأسلم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه القاسم بن عثمان البصري وهو ضعيف. 14407- وعن عمر بن الخطاب قال: خرجت أبغي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن. قال: فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش. قال: فقرأ: رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر. 14408- عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب". وقد ضرب أخته أول الليل وهي تقرأ: رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وبقية رجاله ثقات. 14409- وعن ابن عباس قال: لما أسلم عمر قال القوم: انتصف القوم منا. رواه الطبراني وفيه النضر بن عمر وهو متروك. 14410- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: إن كان إسلام عمر لفتحاً، وهجرته لنصراً، وإمارته رحمة، والله ما استطعنا أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى ودعونا فصلينا. رواه الطبراني. 14411- وفيه رواية: ما استطعنا أن نصلي عند الكعبة ظاهرين. ورجاله رجال الصحيح إلا أن القاسم لم يدرك جده ابن مسعود. 14412- وعن ابن عباس قال: أول من جهر بالإسلام عمر بن الخطاب. رواه الطبراني وإسناده حسن. 14413- عن أسلم مولى عمر قال: قال عمر بن الخطاب: أتحبون أن أعلمكم أول إسلامي؟ قال: قلنا: نعم. قال: كنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا أنا في يوم شديد الحر في بعض طرق مكة إذ رآني رجل من قريش فقال: أين تذهب يا ابن الخطاب؟ قلت: أريد هذا الرجل. قال: يا ابن الخطاب قد دخل هذا الأمر في منزلك وأنت تقول هذا؟ قلت: وما ذاك؟ فقال: إن أختك قد ذهبت إليه. قال: فرجعت مغضباً حتى قرعت عليها الباب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أسلم بعض من لا شيء له ضم الرجل والرجلين إلى الرجل ينفق عليه. قال: وكان ضم رجلين من أصحابه إلى زوج أختي. قال: فقرعت الباب فقيل لي: من هذا؟ قلت: [أنا] عمر بن الخطاب. وقد كانوا يقرؤون كتاباً في أيديهم، فلما سمعوا صوتي قاموا حتى اختبؤوا في مكان وتركوا الكتاب، فلما فتحت لي أختي الباب قلت: أيا عدوة نفسها صبوت؟ قال: وأرفع شيئاً فأضرب به على رأسها، فبكت المرأة وقالت [لي] يا ابن الخطاب اصنع ما كنت صانعاً فقد أسلمت، فذهبت وجلست على السرير، فإذا بصحيفة وسط الباب، فقلت: ماهذه الصحيفة ها هنا؟ فقالت لي: دعنا عنك يا ابن الخطاب فإنك لا تغتسل من الجنابة ولا تتطهر، وهذا لا يمسه إلا المطهرون. فما زلت بها حتى أعطتنيها فإذا فيها قال: فجئت إلى رجل فقرعت عليه الباب فقال: من هذا؟ قلت: عمر بن الخطاب. فخرج إلي قلت له: أعلمت أني قد صبوت؟ قال: أو قد فعلت؟ قلت: نعم. فقال: لا تفعل. قال: ودخل البيت فأجاف الباب دوني. قال: فذهبت إلى آخر من قريش فناديته فخرج فقلت له: أعلمت أني قد صبوت؟ قال: وفعلت؟ قلت: نعم. قال: لا تفعل، ودخل البيت وأجاف الباب دوني. فقلت: ما هذا بشيء. قال: فإذا أنا لا أُضرب ولا يقال لي شيء. فقال الرجل: أتحب أن يُعلم إسلامك؟ قلت: نعم، قال: إذا جلس الناس في الحجر فائت فلاناً فقل له فيما بينك وبينه: أشعرت أني قد صبوت؟ فإنه قلما يكتم الشيء، فجئت إليه وقد اجتمع الناس في الحجر فقلت له فيما بيني وبينه: أشعرت أني قد صبوت؟ قال: فقال: أفعلت؟ قال: قلت: نعم، قال: فنادى بأعلى صوته: ألا إن عمر قد صبا. قال: فثار إلي أولئك الناس، فما زالوا يضربوني وأضربهم حتى أتى خالي، فقيل له: إن عمر قد صبا، فقام على الحجر فنادى بأعلى صوته: ألا إني قد أجرت ابن أختي فلا يمسه أحد. قال: فانكشفوا عني فكنت لا أشاء أن أرى أحداً من المسلمين يضرب إلا رأيته فقلت: ما هذا بشيء إن الناس يُضربون ولا أُضرب ولا يقال لي شيء. فلما جلس الناس في الحجر جئت إلى خالي فقلت: اسمع، جوارك عليك رد، فقال: لا تفعل، فأبيت، فما زلت أُضرب وأضرب حتى أظهر الله الإسلام. رواه البزار وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف. 14414- وعن ابن عمر قال: لما أسلم عمر قال: من أنمُّ الناس؟ قالوا: فلان، قال: فأتاه فقال: إني قد أسلمت فلا تخبرن أحداً. قال: فخرج يجر إزاره وطرفه على عاتقه فقال: ألا إن عمر قد صبأ، قال: وأنا أقول: كذبت ولكني أسلمت، وعليه قميص، فقام إليه خلق من قريش فقاتلهم وقاتلوه حتى سقط وأكبوا عليه فجاء رجل عليه فقال: ما لكم والرجل أترون بني عدي يخلون عنكم وعن صاحبكم؟ تقتلون رجلاً اختار لنفسه اتباع محمد صلى الله عليه وسلم؟ فكشف القوم عنه قال: فقلت لأبي: من الرجل؟ قال: العاص بن الوائل السهمي. رواه البزار والطبراني باختصار ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس. 14415- وعن عمر أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني لا أدع مجلساً جلسته في الكفر إلا أعلنت فيه الإسلام، فأتى المسجد وفيه بطون قريش متحلقة فجعل يعلن الإسلام ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فثار المشركون فجعلوا يضربونه ويضربهم فلما تكاثروا عليه خلصه رجل، فقلت لعمر: من الرجل الذي خلصك من المشركين؟ قال: ذاك العاص بن وائل السهمي. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. 14416- وعن ابن عباس قال: لما أسلم عمر قال المشركون: قد انتصف القوم منا، وأنزل الله عز وجل: رواه البزار والطبراني باختصار وفيه النضر أبو عمر وهو متروك. 14417- عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بيده حين أسلم ثلاث مرات وهو يقول: "اللهم أخرج ما في صدر عمر من غل وأبدله إيماناً". يقول ذلك ثلاث مرات. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. 14418- عن عمر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب أرسل إلى كعب الأحبار فقال: يا كعب كيف تجد نعتي؟ قال: أجد نعتك قرن من حديد، قال: وما قرن من حديد؟ قال: أمير شديد لا تأخذه في الله لومة لائم، قال: ثم مه؟ قال: ثم يكون من بعدك خليفة تقتله فئة ظالمة. ثم قال: مه؟ قال: ثم يكون البلاء. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 14419- عن الأسود بن سريع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني حمدت ربي تبارك وتعالى بمحامد ومدح وإياك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إن ربك تبارك وتعالى يحب المدح، هات ما امتدحت به ربك تبارك وتعالى". قال: فجعلت أنشده، فجاء رجل فأستأذن، آدم طوال أصلع أيسر أعسر، فاستنصتني له رسول الله صلى الله عليه وسلم - ووصف لنا أبو سلمة كيف استنصته له قال: كما يصنع الهر - فخرج الرجل فتكلم ساعة ثم خرج، ثم أخذت أنشده أيضاً ثم رجع بعد فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفه أيضاً فقلت: يا رسول الله من الذي تستنصتني له؟ فقال: "هذا رجل لا يحب الباطل هذا عمر بن الخطاب". رواه أحمد والطبراني بنحوه وقال: فدخل رجل طوال أقنى فقال لي: "اسكت". 14420- وفي رواية عنده أيضاً: حتى دخل رجل بعيد ما بين المناكب. وزاد: فقيل لي: عمر بن الخطاب فعرفت والله بعد أنه كان يهون عليه لو سمعني أن لا يكلمني حتى يأخذ برجلي فيسحبني إلى البقيع. ورجالهما ثقات وفي بعضهم خلاف. 14421- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه". رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح غير الجهم بن أبي الجهم وهو ثقة. 14422- وعن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه يقول به". رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن سعيد المقرئ العكاوي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. 14423- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه". رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد وثق وفيه ضعف. 14424- وعن بلال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه". رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط. 14425- وعن معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه". رواه الطبراني وفيه ضعفاء، سليمان الشاذكوني وغيره. 14426- وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما كان نبي إلا في أمته معلم أو معلمان، وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر بن الخطاب، إن الحق على لسان عمر وقلبه". قلت: في الصحيح بعضه بغير سياقه. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو لين الحديث. 14427- وعن علي قال: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر، ما كنا نبعد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن السكينة تنطق على لسان عمر. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. 14428- وعن ابن مسعود قال: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر. رواه الطبراني وإسناده حسن. 14429- عن طارق بن شهاب قال: كنا نتحدث أن السكينة تنزل على لسان عمر. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 14430- عن عبد الله بن مسعود قال: فَضَلَ عمر بن الخطاب الناس بأربع: بذكر الأسرى يوم بدر أمر بقتلهم فأنزل الله عز وجل: رواه أحمد والبزار والطبراني وفيه أبو نهشل ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. 14431- وعن ابن عباس أن عبد الله بن عبد الله بن أبي قال له أبوه: أي بني اطلب لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوباً من ثيابه فكفني فيه ومره يصلي علي. فقال عبد الله: يا رسول الله قد عرفت شرف عبد الله بن أبي وإنه أمرني أن أطلب إليك ثوباً نكفنه فيه وأن تصلي عليه، فأعطاه ثوباً من ثيابه وأراد أن يصلي عليه فقال عمر: يا رسول الله قد عرفت عبد الله ونفاقه وقد نهاك الله أن تصلي عليه. قال: "وأين؟". قال: قال: ودخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً لكي يتبعه فلم يفعل فدخل عمر فرأى الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقعده، فقال: لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ ففطن الرجل فقام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد قمت ثلاثاً لكي تتبعني فلم تفعل". فقال: يا رسول الله لو اتخذت حجاباً فإن نساءك لسن كسائر النساء وهو أطهر لقلوبهن. فأنزل الله: قال: واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر في الأسارى فقال أبو بكر: يا رسول الله استحيي قومك وخذ منهم الفداء فاستعن به، وقال عمر: اقتلهم، فقال: "لو اجتمعتما ما عصيناكما". فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول أبي بكر، فأنزل الله عز وجل: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وقال: "لو اجتمعتما ما عصيتكما". وفيه أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض وهو لين. وبقية رجاله ثقات. 14432- وعن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمر أتاني جبريل آنفاً فقلت: يا جبريل حدثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء، فقال: يا محمد لو حدثتك بفضائل عمر ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً ما نفدت فضائل عمر، وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر". رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط وفيه الوليد بن الفضل العنزي وهو ضعيف جداً. 14433- عن عصمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان بعدي نبي لكان عمر". رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف. 14434- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان الله باعثاً رسولاً بعدي لبعث عمر بن الخطاب". رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد المنعم بن بشير وهو ضعيف. 14435- عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل عليه السلام فقال: اقرئ عمر السلام وقل له: إن رضاه حكم وإن غضبه عز". رواه الطبراني في الأوسط وفيه خالد بن زيد العمري وهو ضعيف. 14436- عن أبي وائل قال: قال عبد الله: لو أن علم عمر وضع في كفة الميزان ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علمه بعلمهم. قال وكيع: قال الأعمش: فأنكرت ذلك فأتيت إبراهيم فذكرته له فقال: وما أنكرت من ذلك؟ فوالله لقد قال عبد الله أفضل من ذلك، قال: إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر. رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذا رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة. 14437- عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت في النوم أني أعطيت عساً مملوءاً لبناً فشربت حتى تملأت، حتى رأيته يجري في عروقي بين الجلد واللحم، ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب". فأولوها قالوا: يا نبي الله هذا علم أعطاكه الله فملأك منه ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب. فقال: "أصبتم". قلت: هو في الصحيح بغير سياقه. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 14438- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: إن عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله. رواه الطبراني في حديث طويل في وفاة عمر. 14439- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أبغض عمر فقد أبغضني، ومن أحب عمر فقد أحبني، وإن الله باهى بالناس عشية عرفة عامة وباهى بعمر خاصة. وإنه لم يبعث الله نبياً إلا كان في أمته محدث، وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر". قالوا: يا رسول الله كيف محدث؟ قال: "تتكلم الملائكة على لسانه". رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو سعد خادم الحسن البصري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. 14440- وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل باهى ملائكته بعبيده عشية عرفة عامة وباهى بعمر خاصة". رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن إبراهيم القاص وثقه أحمد وضعفه الجمهور. 14441- وعن ابن عباس قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى عمر بن الخطاب وتبسم إليه فقال: "يا ابن الخطاب [أتدري] مما تبسمتُ إليك؟". قال: الله ورسوله أعلم. قال: "إن الله عز وجل باهى [ملائكته ليلة عرفة] بأهل عرفة عامة وباهى بك خاصة". رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو مختلف في الاحتجاج به. 14442- عن سديسة مولاة حفصة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه". رواه الطبراني في الكبير في ترجمة سديسة من طريق الأوزاعي عنها ولا نعلم الأوزاعي سمع أحداً من الصحابة. ورواه في الأوسط عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة وهو الصواب، وإسناده حسن إلا أن عبد الرحمن بن الفضل بن موفق لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. 14443- وعن سديسة مولاة حفصة عن حفصة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وقد نذرت أن أزفن بالدف إن قدم من مكة فبينا أنا كذلك إذ استأذن عمر فانطلقت بالدف إلى جانب البيت فغطيته بكساء فقلت: أي نبي الله أنت أحق أن تهاب، قال: "إن الشيطان لا يلقى عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه". رواه الطبراني في الأوسط. 14444- عن شقيق بن سلمة أبي وائل قال: قال عبد الله: لقي الشيطان رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فصارعه فصرعه المسلم وأزم بإبهامه فقال: دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى، فأرسله فأبى أن يعلمه، فصارعه فتعره المسلم وأزم بإبهامه [فقال: دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى، فأرسله فأبى أن يعلمه، فعاد فصرعه المسلم وأزم بإبهامه] فقال: أخبرني بها فأبى أن يعلمه فلما عاوده الثالثة قال: الآية التي في سورة البقرة 14445- وفي رواية: عن ابن مسعود أيضاً قال: لقي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الجن فصارعه فصرعه الإنسي فقال له الجني: عاودني، فعاوده فصرعه الإنسي، فقال له الإنسي: إني لأراك ضيئلاً شحيباً كأن ذريعتيك ذريعتا كلب، قال: فكذلك أنتم معاشر الجن - أو أنت منهم كذلك - قال: لا والله إني منهم لضليع، ولكن عاودني الثالثة فإن صرعتني علمتك شيئاً ينفعك، فعاوده فصرعه فقال: هات علمني، قال: هل تقرأ آية الكرسي؟ قال: نعم، قال: إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج كخبج الحمار، لا يدخله حتى يصبح، قال رجل من القوم: يا أبا عبد الرحمن من ذاك الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: فعبس عبد الله وأقبل عليه وقال: من يكون هو إلا عمر رضي الله عنه. رواهما الطبراني بإسنادين ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود ولكنه أدركه. ورواة الطريق الأولى فيهم المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط فبان لنا صحة رواية المسعودي برواية الشعبي والله أعلم. 14446- عن عبد الله - يعني ابن مسعود - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا أبا بكر إني رأيتني البارحة على قليب أنزع، فجئت أنت فنزعت وأنت ضعيف والله يغفر لك، ثم جاء عمر فاستحالت غرباً، وضرب الناس بعطن". رواه الطبراني وفيه أيوب بن جابر وقد وثق وضعفه غير واحد، وبقية رجاله وثقوا. 14447- وعن أبي الطفيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا أنزع الليلة إذ وردت علي غنم سود وعفر، فجاء أبو بكر فنزع ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف، والله يغفر له، فجاء عمر فاستحالت غرباً فملأ الحياض وأروى الواردة فلم أر عبقرياً أحسن نزعاً من عمر، فأولت السود العرب والعفر العجم". رواه الطبراني وإسناده حسن. 14448- وعن أبي وائل قال: ما رأيت عمر قط إلا وبين عينيه ملك يسدده. رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدهما رجال الصحيح. ويأتي قول ابن مسعود كذلك في وفاة عمر. 14449- عن أم سلمة أن عبد الرحمن بن عوف دخل عليها فقال: يا أمه قد خفت أن يهلكني مالي، أنا أكثر قريش مالاً، قالت: يا بني فأنفق فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه". فخرج عبد الرحمن بن عوف فلقي عمر فأخبره بالذي قالت أم سلمة فدخل عليها عمر فقال: بالله، منهم أنا؟ فقالت: لا ولا أبرئ أحداً بعدك. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. 14450- عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا يوماً: "إني قد قيل لي: اقرأ على عمر بن الخطاب". فدعاه فأمره أن يقرأ القرآن إذا نزل ليقرأه عليه. رواه الطبراني والبزار وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم وإسناد البزار ضعيف. 14451- عن قدامة بن مظعون أن عمر بن الخطاب أدرك عثمان بن مظعون وهو على راحلته وعثمان على راحلته على ثنية الأثابة من العرج فقطعت راحلته راحلة عثمان وقد مضت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام الركب، فقال عثمان بن مظعون: أوجعتني يا غلق الفتنة، فلما استسهلت الرواحل دنا منه عمر بن الخطاب فقال: يغفر الله لك أبا السائب ما هذا الاسم الذي سميتنيه؟ فقال: لا والله ما أنا سميتكه، سماكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا هو أمام الركب يقدم القوم، مررت يوماً ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هذا غلق الفتنة". وأشار بيده "لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش هذا بين ظهرانيكم". رواه الطبراني والبزار وفيه جماعة لم أعرفهم ويحيى بن المتوكل ضعيف. 14452- وعن أبي ذر أنه لقي عمر بن الخطاب فأخذ بيده فغمزها، وكان عمر رجلاً شديداً فقال: أرسل يدي يا قفل الفتنة، فقال عمر: وما قفل الفتنة؟ قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وقد اجتمع عليه الناس فجلست في آخرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصيبكم فتنة ما دام هذا فيكم". رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير السري بن يحيى وهو ثقة ثبت ولكن الحسن البصري لم يسمع من أبي ذر فيما أظن. 14453- عن الحسن أن عثمان بن أبي العاص تزوج امرأة من نساء عمر بن الخطاب فقال: والله ما نكحتها حين نكحتها رغبة في مال ولا ولد، ولكن أحببت أن تخبرني عن ليل عمر رضي الله عنه، فسألها: كيف كانت صلاة عمر بالليل؟ قالت: كان يصلي العتمة ثم يأمرنا أن نضع عند رأسه توراً (إناء) من ماء نغطيه ويتعار من الليل فيضع يده في الماء فيمسح وجهه ويديه ثم يذكر الله ما شاء أن يذكر، ثم يتعار مراراً حتى يأتي على الساعة التي يقوم فيها لصلاته. فقال ابن بريدة: من حدثك؟ فقال: حدثتني بنت عثمان بن أبي العاص. فقال: ثقة. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 14454- عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حائط فاستأذن أبو بكر فقال: "ائذن له وبشره بالجنة". ثم استأذن عمر فقال: "ائذن له وبشره بالجنة والشهادة". ثم استأذن عثمان فقال: "ائذن له وبشره بالجنة وبالشهادة". رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن عمر بن إبان وهو ضعيف. وقد تقدمت لهذا الحديث طرق صحيحة فيما ورد من الفضل لأبي بكر وعمر وغيرهما. 14455- عن ابن عمر قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر ثوباً أبيض فقال: "أجديد ثوبك أم غسيل؟". قال: فلا أدري ما رد عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "البس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً". [أظنه قال:] "ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة". قلت: رواه ابن ماجة باختصار قرة العين. رواه أحمد والطبراني وزاد بعد قوله: "ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة". قال: وإياك يا رسول الله. ورجالهما رجال الصحيح. 14456- عن جابر بن عبد الله قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عمر بن الخطاب وعليه قميص أبيض فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمر أجديد قميصك هذا أم غسيل؟". فقال: غسيل. فقال: "البس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً ويعطيك الله قرة عين في الدنيا والآخرة". رواه البزار وفيه جابر بن زيد الجعفي وهو ضعيف. 14457- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينما أنا أسير في الجنة فإذا أنا بقصر". قال: "قلت: لمن هذا يا جبريل؟ - ورجوت أن يكون لي - قال: لعمر". قال: "ثم سرت ساعة فإذا أنا بقصر خير من القصر الأول". قال: "قلت: لمن هذا يا جبريل؟ - ورجوت أن يكون لي - قال: لعمر، وإن فيه لمن الحور العين - يا أبا حفص - وما منعني أن أدخله إلا غيرتك". قال: فاغرورقت عينا عمر وقال: أما عليك فلم أكن أغار. 14458- وفي رواية: "فإذا أنا بقصر من ذهب". رواه أحمد والطبراني في الأوسط بنحوه. 14459- وزاد: عن أبي هريرة قال: مثله غير أنه قال: "عمر غيور وأنا أغير منه والله أغير منا". ورجال أحمد رجال الصحيح، وزيادة أبي هريرة رواها عن شيخه مقدام بن داود وهو ضعيف، وذكر ابن دقيق العيد أنه وثق، وبقية رجالها وثقوا. 14460- وعن معاذ بن جبل قال: إن كان عمر لمن أهل الجنة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ما رأى في يقظته أو نومه فهو حق، وإنه قال: "بينا أنا في الجنة إذ رأيت فيها داراً فقلت: لمن هذه؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب". رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. 14461- عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمر سراج أهل الجنة". رواه البزار وفيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري وهو ضعيف. 14462- عن أبي كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال لي جبريل عليه السلام: ليبك الإسلام على موت عمر". رواه الطبراني وفيه حبيب كاتب ملك وهو متروك كذاب. 14463- عن عبد الله بن عمر قال: لما طعن أبو لؤلؤة عمر طعنه طعنتين، فظن عمر أن له ذنباً في الناس لا يعلمه فدعا ابن عباس، وكان يحبه ويدنيه ويسمع منه فقال: أحب أن نعلم عن ملأ من الناس كان هذا؟ فخرج ابن عباس فكان لا يمر بملأ من الناس إلا وهم يبكون، فرجع إليه فقال: يا أمير المؤمنين ما مررت على ملأ إلا وهم يبكون كأنهم فقدوا اليوم أبكار أولادهم، فقال: من قتلني؟ فقال: أبو لؤلؤة المجوسي عبد المغيرة بن شعبة، قال ابن عباس: فرأيت البشر في وجهه، فقال: الحمد لله الذي لم يبتلني أحد يحاجني يقول: لا إله إلا الله، أما أني قد كنت نهيتكم أن تجبلوا إلينا من العلوج أحداً فعصيتموني، ثم قال: ادعوا إلي إخواني، قالوا: ومن؟ قال: عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، فأرسل إليهم ثم وضع رأسه في حجري، فلما جاءوا قلت: هؤلاء قد حضروا، قال: نعم نظرت في أمر المسلمين فوجدتكم أيها الستة رؤوس الناس وقادتهم ولا يكون هذا الأمر إلا فيكم، ما استقمتم يستقم أمر الناس، وإن يكن اختلاف يكن فيكم. فلما سمعته ذكر الاختلاف والشقاق وإن يكن ظننت أنه كائن، لأنه قلما قال شيئاً إلا رأيته، ثم نزفه الدم فهمسوا بينهم حتى خشيت أن يبايعوا رجلاً منهم، فقلت: إن أمير المؤمنين حي بعد ولا يكون خليفتان ينظر أحدهما إلى الآخر، فقال: احملوني، فحملناه فقال: تشاوروا ثلاثاً، ويصلي بالناس صهيب، قالوا: من نشاور يا أمير المؤمنين؟ قال: شاوروا المهاجرين والأنصار وسراة من هنا من الأجناد، ثم دعا بشربة من لبن، فشرب فخرج بياض اللبن من الجرحين فعرف أنه الموت فقال: الآن لو أن لي الدنيا كلها لافتديت بها من هول المطلع وما ذاك والحمد لله أن أكون رأيت إلا خيراً، فقال ابن عباس: وإن قلت فجزاك الله خيراً، أليس قد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعز الله بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة فلما أسلمت كان إسلامك عزاً وظهر بك الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهاجرت إلى المدينة فكانت هجرتك فتحاً ثم لم تغب عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال المشركين من يوم كذا ويوم كذا ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض فوازرت الخليفة بعده على منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربت بمن أقبل على من أدبر حتى دخل الناس في الإسلام طوعاً وكرهاً ثم قبض الخليفة وهو عنك راض ثم وليت بخير ما ولي الناس مصر الله بك الأمصار وحبى بك الأموال ونفى بك العدو وأدخل الله بك على كل أهل بيت من توسعتهم في دينهم وتوسعتهم في أرزاقهم ثم ختم لك بالشهادة فهنيئاً لك. فقال: والله إن المغرور من تغرونه. ثم قال: أتشهد لي يا عبد الله عند الله يوم القيامة؟ فقال: نعم، فقال: اللهم لك الحمد ألصق خدي بالأرض يا عبد الله بن عمر، فوضعته من فخذي على ساقي فقال: ألصق خدي بالأرض، فترك لحيته وخده حتى وقع بالأرض، فقال: ويلك وويل أمك يا عمر إن لم يغفر الله لك يا عمر. ثم قبض رحمه الله، فلما قبض أرسلوا إلى عبد الله بن عمر فقال: لا آتيكم إن لم تفعلوا ما أمركم به من مشاورة المهاجرين والأنصار وسراة من هنا من الأجناد. قال الحسن: وذكر له فعل عمر عند موته وخشيته من ربه فقال: هكذا المؤمن جمع إحساناً وشفقة، والمنافق جمع إساءة وغرة، والله ما وجدت فيما مضى ولا فيما بقي عبداً ازداد إحساناً إلا إزداد مخافة وشفقة منه، ولا وجدت فيما مضى ولا فيما بقي عبداً ازداد إساءة إلا ازداد غرة. "إني قد قيل لي: اقرأ على عمر بن الخطاب". فدعاه فأمره أن يقرأ القرآن إذا نزل ليقرأه عليه. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. 14464- وعن أبي رافع قال: كان أبو لؤلؤة عبداً للمغيرة بن شعبة وكان يصنع الأرحاء وكان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم، فلقي أبو لؤلؤة عمر فقال: يا أمير المؤمنين إن المغيرة قد أثقل علي غلتي فكلمه أن يخفف عني، فقال له عمر: اتق الله وأحسن إلى مولاك، ومن نية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه فيخفف. فغضب العبد وقال: وسع الناس كلهم عدله غيري، فأضمر على قتله فاصطنع خنجراً له رأسان وشحذه وسمه ثم أتى به الهرمزان فقال: كيف ترى هذا؟ قال: أرى أنك لا تضرب به أحداً إلا قتلته، قال: فتحين أبو لؤلؤة فجاء في صلاة الغداة حتى قام وراء عمر وكان عمر إذا أقيمت الصلاة فتكلم يقول: أقيموا صفوفكم كما كان يقول، قال: فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه ووجأه في خاصرته فسقط عمر وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلاً فهلك منهم سبعة وفرق منهم، وجعل [عمر] يذهب [به] إلى منزله وضاج الناس حتى كادت تطلع الشمس فنادى عبد الرحمن بن عوف: يا أيها الناس الصلاة الصلاة الصلاة، قال: وفزعوا إلى الصلاة وتقدم عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين من القرآن فلما قضى الصلاة توجهوا [إلى عمر] فدعا بشراب لينظر ما قدر جرحه فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جرحه. فلم يدر أنبيذ هو أم دم فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه فقالوا: لا بأس عليك يا أمير المؤمنين، فقال: إن يكن القتل بأسي فقد قتلت، فجعل الناس يثنون عليه يقولون: جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين كنت وكنت ثم ينصرفون ويجيء قوم آخرون فيثنون عليه، فقال عمر: أما والله على ما يقولون وددت أني خرجت منها كفافاً لا علي ولا لي وإن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم [قد] سلمت لي. فتكلم عبد الله بن عباس فقال: والله لا تخرج منها كفافاً لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحبته خير ما صحبه صاحب كنت له، وكنت له وكنت له حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض، ثم صحبت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وليتها يا أمير المؤمنين أنت، فوليتها بخير ما وليها وال، كنت تفعل وكنت تفعل، فكان عمر يستريح إلى حديث ابن عباس فقال عمر: يا ابن عباس كرر علي حديثك، فكرر عليه. فقال عمر: أما والله على ما يقولون، لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به اليوم من هول المطلع، قد جعلتها شورى في ستة: عثمان وعلي وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، وجعل عبد الله بن عمر معهم مشيراً [وليس منهم] وأجلهم ثلاثاً وأمر صهيباً أن يصلي بالناس. رواه أبو يعلى ورجال ورجال الصحيح. 14465- وعن طارق بن شهاب قال: قالت أم أيمن يوم قتل عمر: اليوم وهي الإسلام. رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف. 14466- وعن زيد بن وهب قال: أتى عبد الله - يعني ابن مسعود - رجلان وأنا عنده فقالا: يا أبا عبد الرحمن كيف تقرأ هذه الآية؟ فقرأها عليه عبد الله فقال الرجل: إن أبا حكيم أقرأنيها كذا وكذا وقرأ الآخر فقال: من أقرأكها؟ فقال: عمر، فقال عبد الله: اقرأ كما أقرأك عمر، ثم بكى عبد الله حتى رأيت دموعه تحدر في الحصى ثم قال: إن عمر كان حصناً حصيناً على الإسلام يدخل الناس فيه ولا يخرجون منه وإن الحصن أصبح قد انثلم فالناس يخرجون منه ولا يدخلون. 14467- وزاد في رواية: قال عبد الله: ما أظن أهل بيت من المسلمين لم يدخل عليه حزن يوم أصيب عمر إلا أهل بيت سوء، إن عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله، اقرأها فوالله [كما أقرأكها فوالله لهي] أبين من طريق السيلحين. 14468- وفي رواية: وكان - يعني عمر - إذا سلك طريقاً وجدناه سهلاً، فإذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر، كان فضل ما بين الزيادة والنقصان، والله لوددت أني أخدم مثله حتى أموت. رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح. 14469- وعن عبد الله أيضاً قال: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر، إن إسلام عمر كان نصراً، وإن إمارته كانت فتحاً، وايم الله ما أعلم على وجه الأرض أحداً إلا وجد فقد عمر حتى العضاة، وايم الله إني لأحسب بين عينيه ملكاً يسدده، وايم الله إني لأحسب الشيطان يفرق (يخاف) منه أن يحدث في الإسلام حدثاً فيرد عليه عمر، وايم الله لو أعلم كلباً يحب عمر لأحببته. 14470- وفي رواية: لقد أحببت عمر حتى لقد خفت الله ووددت أني كنت خادماً لعمر حتى أموت. 14471- وفي رواية: لقد خشيت الله في حبي عمر. رواه الطبراني من طرق وفي بعضها عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث، وبقية رجالهما رجال الصحيح وبعضها منقطع الإسناد ورجالها ثقات. 14473- وعن ابن مسعود أن سعيد بن زيد قال: يا أبا عبد الرحمن قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين هو؟ قال: في الجنة. قال: توفي أبو بكر فأين هو؟ قال: ذاك الأواه عند كل خير يبتغى. قال: توفي عمر فأين هو؟ قال: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر. رواه الطبراني وإسناده حسن. 14474- وعن ابن عمر قال: لما طعن عمر أرسلوا إلى طبيب فجاء رجل من الأنصار فسقاه لبناً فخرج اللبن من الطعنة التي تحت السرة فقال له الطبيب: اعهد عهدك فلا أراك تمسي فقال: صدقتني. رواه الطبراني ورجال رجال الصحيح. 14475- وعن عبد الرحمن بن يسار قال: شهدت موت عمر بن الخطاب فانكسفت الشمس يومئذ. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 14476- وعن عروة بن الزبير قال: لما قتل عمر محا الزبير اسمه من الديوان. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 14477- وعن المسور بن مخرمة قال: ولي عمر عشر سنين ثم توفي. رواه الطبراني وإسناده حسن. 14478- وعن ابن عباس أن عمر بن الخطاب مات وهو ابن ست وستين سنة. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 14479- وعن قتادة قال: قتل عمر وهو ابن إحدى وستين. رواه الطبراني وإسناده حسن. 14480- وعن ابن شهاب قال: مات عمر وهو على رأس خمس وخمسين. 14481- وعن سالم بن عبد الله أن عمر قبض وهو ابن خمس وخمسين. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 14482- وعن ابن عمر قال: توفي عمر وهو ابن خمس وخمسين وقال: أسرع إلي الشيب من قبل أخوالي بني المغيرة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 14483- وعن سهل بن سعد الأنصاري قال: دفن عمر يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين. رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف. 14484- وعن الليث بن سعد قال: قتل أمير المؤمنين عمر مصدر الحاج وذلك سنة ثلاث وعشرين. رواه الطبراني ورجاله ثقات. 14485- وعن أبي بكر بن أبي شيبة قال: توفي عمر سنة ثلاث وعشرين وكانت خلافته عشر سنين. 14486- وعن عمرو بن علي قال: يقال: قتل عمر وهو ابن ثلاث وستين والثبت أنه كان ابن ثمان وخمسين. رواه الطبراني. 14487- عن يحيى بن بكير قال: استخلف عمر في رجب سنة ثلاث عشرة، وقتل في عقب ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، فأقام ثلاثة أيام بعد الطعنة، ومات في آخر ذي الحجة وصلى عليه صهيب وولى غسله ابنه عبد الله، وكفنه في خمسة أثواب، ودفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعن يوم الأربعاء لتسع بقين من ذي الحجة. وقال بعض الناس: مات من يومه، وكان سنه يوم توفي فيما سمعت مالك بن أنس يذكر أنه بلغ سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين. وبعض الناس يقول: لتسع وخمسين. [وبعضهم يقول: ثلاث وخمسين، وخمس وخمسين. وقال بعضهم: أربع وخمسين] وكانت خلافته عشر سنين وأربعة أشهر وأياماً. رواه الطبراني. 14488- وعن معروف بن أبي معروف قال: لما توفي عمر سمعت صوتاً: ليبك على الإسلام من كان باكياً * فقد أوشكوا هلكا وما قدم العهد وأدبرت الدنيـا وأدبـرَ خيرهـا * وقد ملهـا من كان يوقنُ بالوعد رواه الطبراني.
|